و أبتدأ المسير …

قياسي

تأتي إلي الدنيا لتجد نفسها أنثي تستهلم معالم الأنوثة بالفطرة شكلاً ومضموناً … لتبني عليها طفولتها التي تحلم و تعزف ألحانها الوردية بين أغضان شجرة مجتمعنا الذكوري الذي لطالما جعل التستسترون من جذورها جذوراً تضرب عنق المساواة فيما وصولها إلي المنعطف الأخير من طفولتها ودخولها في درب المراهقة شكل عنصراً للمفاجأة والتحدي بوجود حواجز مبنية علي أساس الجنس … تبين خارطة الطريق و موضحة لها حدوده وشروطه ….. تقرأ في صمت لافتة قد كُتب عليها : “سر أو سر” لا توجد خيارات اخري … تسأل : أين حق الاختيار ؟ … لا أحد يجيب !! .
وفجأة تجد نفسها أمراة دفعتها سطوة قوانين مجتمعها عنوة في هذا المسار .. قهراً لأرادتها ورغماً عن قناعتها في أن تحقق كيانها و شخصيتها المستقلة وفق ما يقتضه الحق و الرغبة في تحقيق ذاتها جاعلاً هذا منها انسانة مقهورة عاطفياً .. لا مكان لها في صناعة القرار وحتي وأن أصحبت صاحبة قرار .. لا يقبل هذا بأحترام .. لماذا ؟ لأن الأستروجين يسير في عروقها وفي عقلها أيضاً … كل هذا يدفعها للمحاولة للتمرد علي هذا المنطق الذكوري المتزمت والأخذ بالحق عنوة بدلا من الأكتفاء بالمطالبة به .. تفكر بقلبها وتشعر بعقلها وتصل إلي مفترق طرق فرعي مكتوب عليه ” خيارات اخري ” وللمرور منه له شرط واحد : لا رجوع …. فقط هنا الذاكرة من تسترجع ثمن الخيارات التي فرضت تحت مسمي الدين وكمٌ الحقوق التي سُلبت بأسم العٌرف و التقاليد .. فجأة رددت قائلة : حسناً لقد قبلت ” لا رجوع ” … تسير وهي مُدركة ان في هذا اللارجوع رجوعاً لإنسانيتها الي تبحث … وعطرها الذي تنشد .. وأنوتثها التي تطمح …..

وأبتدأ المسير ….

أضف تعليق